فرحات الراجحي شريف.. و رشيد عمار شريف أيضا

بعد التصريحات المثيرة لوزير الداخلية السابق فرحات الراجحي, إتهم البعض الجنرال رشيد عمار بالخيانة و العمالة لأمريكا. صحيح أن الوضع في تونس الآن مقلق, و أن الحكومة الحالية مريبة, و لكن إتهام رشيد عمار جاء متسرعا و غير مبني على حقائق و حجج

 قوية.  تذكروا قول الله سبحانه و تعالى

"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن أن بعض الظن إثم " 

في الحقيقة, فرحات الراجحي لم يتهم رشيد عمارفي ذاته, و لكن يمكن تفسير قوله على أن هناك أطراف تحاول إقناع الجنرال عمار في الوقوف ضد الإسلاميين, و هذا ليس مستبعد, ففي مصر أيضا هناك أطراف خارجية تحاول إقناع المجلس العسكري بمنع وصول الإسلاميين للحكم, و قد تم نشر ذلك في الجزيرة منذ أيام. البعض أشار إلى إتصالات بين رشيد عمار و الولايات المتحدة الأمريكية, و أعتقد أن من الطبيعي أن يحصل ذلك, فالأمريكيون يريدون أن يحافظوا على نفوذهم في المنطقة و اتصلاتهم هذه هي محاولة جس للنبض و فرض شروط. و لو كان رشيد عمار عميلا, لسمح بدخول قوات أمريكية لجنوب تونس, و لكن هذا لم يحدث. و تجنب الجيش للإشتباك مع كتائب القذافي, خير دليل على رفض منح فرصة للغرب للتدخل العسكري البري.

كما أن البعض إدعى بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من طلبت من رشيد عمار عدم إطلاق النار في وجه التونسيين. و هذا إدعاء أمريكي باطل لتشويه ثورتنا و لتصوير الولايات المتحدة على أنها صاحبة الفضل. و منذ متى كانت أمريكا حريصة على دماء المسلمين؟! ثم إن أمريكا ليس من صالحها أن يرحل بن علي بتلك الطريقة لأن هذا الحدث أشعل فتيل الثورات في العالم العربي. في الحقيقة, لا يجوز تصديق الإشاعات التي تبث على  بعض القنوات الفرنسية و المواقع المشبوهة. أيها الجيش التونسي, شكرا و جازاك الله كل خير, لأنها حميتنا, لست خائنا و لم تفعل مثلما فعلت كتائب القذافي أو كما فعل الجيش السوري.. شكرا لإنقاذنا. و أدعو التونسيين أن يتريثوا و يتثبتوا. و أدعو الجنرال عمار و جيشنا التونسي أن يحمي ثورتنا من بقايا النظام الدكتاتوري الذي حكم خمسين عاما. الشعب التونسي المسكين لم يعد يثق في أحد لأن الثورة في خطرو هناك من يحتقر دماء مئات الشهداء و آلاف الجرحى ممن بترت أطرافهم و تكسرت عظامهم.... فيا جيشنا أنقذ بلادنا لتعود الطمأنينة إلى نفوسنا